همس الزهور
الجنس♪ : عدد المساهمات♪ : 539 نقاط♪ : 77065 السٌّمعَة♪ : 9 تاريخ التسجيل♪ : 20/06/2010 العمر : 27 الموقع : مسقط العز~
| موضوع: الظل وكيفية نشوئه..~ الأربعاء فبراير 23, 2011 2:46 pm | |
| يكاد الظل أن يكون أحجية بحد ذاته ، فهو يولد و يتحرك و يكبر
و يصغر و مع ذلك فهو ليس كائناً حيّاً ..
إنّه " الشيء " الوحيد الذي لا يُلمس و لا يوزن و لا طعم له و لا رائحة
حتى أن تسميته " شيئاً " تخضع للنقاش..
و مع ذلك ، فإنّه طالما شغل الإنسانية ، وصاغ الكثير من نظرتها إلىالكون و لعب دوراً قد يكون من أبرز الأدوار التي لعبتها عناصرالطبيعة في صياغة الثقافة الإنسانية حتى أنّه شكّل الأساسالذي قامت عليه فنون بأسرها ..و ما الظل غير هذه المساحة التي يُحجب الضوء عنها ، لوجود شيءبينها و بين مصدر الضوء ، وهي مساحة لا شكل لها إلّابعض ما تكتسبه تبعاً لشكل الشيء كما يتحدد عند أطرافهلا أكثر و لا أقل ، و هل من أقل؟و رغم ذلك فقد احتل الظل مكانة لا يُستهان بها في النفس الإنسانية ..و كانت لهذه المكانة انعكاسات واسعة في الفن و الأدب ،و جاء ذكره في القرآن الكريم( ألم تَرَ إلى ربّك كيف مَدّ الظلّ و لو شاء لجعله ساكناًثم جعلنا الشمس عليه دليلا *ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً)[سورة الفُرقان]و الحقيقة أن للظل دوراً مهماً في الخيال الإنساني ، إضافة إلى أن الأشكال التي يأخذها مثيرة للاهتمام بحد ذاتها ، ورغم أنّه " يتشبه بالأصل" وهو أمر لا مفر منه، إلا أنّه في شكله شيء آخر له جماله الخاص وحضوره المميز..فهو يتبع الضوء فيتحدد على الجهة المعاكسة له ، وبامتداده المشطور له في حالة سكون الأصل وقعاً حسياً مرهفاً ،و أمّا في حركته فهو يُضحك أحياناً ويُخيف أحياناًأخرى ،وهناك ما يشبه السيناريو المفترض للحظة اكتشاف الواحد مناللظل للمرة الأولى فقد يحدث مع البعض و لا يحدث مع البعض الآخر، وقد نتذكره كحادثة وقد لا نتذكره ..و ذلك لحظة يكتشف الطفل الظل و حتمية الظل ، حين يكون في الخلاءيلعب و يلاحظ هذا الذي يتبعه دون فكاك و يحاول الهروب منه ذاتاليمين وذات اليسار ، إلى الأمام و إلى الخلف و لكن هيهات ظلك معك .. معك![size=21]كيف ينشأ الظل ؟لا شك في أنّ الظل كان إحدى أولى الظواهر الطبيعية التي تنبه
لها الوعي البشري فمن داخل الكهوف و الأكواخ التي انعكستعلى جدرانها ظلال الناس بفعل نيران التدفئة و الطهو إلى السهول المفتوحة حيث سقطت أشعة الشمس على أجسامهمو أجسام الحيوانات و الأشجار من حولهم كان الظل حاضراً دوماً كظاهرة مستحقه للإهتمام و التفسير و منذ البداية كان الظل رديفاً للراحة تحت الشجرة و للهرب من شُعاع الشمس الحارق ...فهم الإنسان أن الظل ينشأ عندما يوضع جسم مابينمصدر للضوء و أي سطح آخر يسقط عليه هذا الضوء لكنهذا التفسير البسيط تبلور في الواقع عبر قرون من الملاحظةو الدراسة و كان حاسماً بدوره في تفسيرظواهر الضوء و الإبصار و خصوصاً حين ساد اعتقاد بأن الضوءإنما يخرج من العين المبصرة ليقع على الأجسام المرئيةو تبين لاحقاً خطأ هذا الرأي و اتضح أن الضوء يصدر من الشمس- أو سواها- لينعكس عن الأجسام ثم يرتد إلى العين التي تراه فترسل الصورة إلى المخ ...و بشكل أكثر تفصيلاً ، يُعرف الظل بأنّه منطقة ينحجب فيها الضوءالقادم من مصدره بسبب اعتراض جسم ما لمسار الضوء ، ويكون الظلعبارة عن اسقاط داكن ثنائي الأبعاد و معكوس - يمينه شمال و شماله يمين-يأخذ شكل هذا الجسم المعترض و يحتل مساحة تتناسب رياضياً مع بعد هذا الجسم عن السطح الذي يقع عليه الظلو عن مصدر الضوء , فكلما ضاقت الزاوية بين مصدر الضوءو السطح العاكس للظل ، ازداد طول الظل و كلما قرب الجسم من مصدر الضوء كبرت رقعة ظله ..كما أن هيئة الظل تتأثر بتنوع مواصفات السطح العاكس له و أخيراًفإن تباين الألوان في البيئة من حولنا كما تلتقطه أعيننا ما هو إلا تأثيرظلي تشكله انعكاسات الضوء من مصادره المختلفة ، كما أن لون الظليتباين في حلكته بتباين نفاذية الجسم الذي يعترض مسار الشعاعالضوئي , فالظل الذي تخلفه شاشة قماشية مثلاً يختلف عن ذلكالذي يحدثه جسم مصمت كجدار حجري مثلاً ...من هنا كان لنا أن نفهم كيف تتباين الظلال التي تتركهاالغيوم في السماء عن تلك الذي تخلقها المظلات الصناعيةو نظرياً فإن كل ما يعبر الفضاء بيننا و بين الشمس يخلف ظلاً على الأرض بما في ذلك الطيور و الطائرات، لكن هذه الظلال قد تكون أسرع أو أدق من أن تلتقطها أعيننا ...
[/size] | |
|